انطلقت في كازاخستان، الخميس، الدورة السادسة لمؤتمر “التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا” (سيكا)، وتهدف إلى ترسيخ السلام والحوار بين الدول الأعضاء.
وهذه القمة برعاية رئيس كازخستان جومرت توكاييف، وبمشاركة أكثر من 10 رؤساء دول بينهم الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، بالإضافة إلى نحو 50 وفدا رفيع المستوى من الدول الأعضاء الـ27 في “سيكا”.
وتأسست “سيكا” قبل 30 عاما بمبادرة من كازاخستان خلال الدورة السابعة والأربعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بهدف خلق مساحة حوار لتعزيز التعاون والأمن بين الدول الآسيوية.
ومن المتوقع أن يتم خلال القمة اتخاذ خطوات ملموسة بشأن تحويل “سيكا” إلى منظمة دولية، بجانب اتخاذ قرارات جديدة لإرساء السلام والحوار بين الدول الأعضاء التي تمثل نحو 90 بالمئة من آسيا، مع الأخذ بعين الاعتبار الوضع الجيوسياسي الحالي.
وقال المدير التنفيذي لـ”سيكا” السفير كايرات صاريباي، في تصريحات للأناضول، إن رحلة “سيكا” بدأت بفكرة أطلقها الرئيس المؤسس لكازاخستان نور سلطان نزارباييف في الأمم المتحدة قبل 30 عاما.
وأشار إلى أن أول قمة عُقدت في مدينة ألماتي (العاصمة القديمة لكازاخستان) وكان عدد الأعضاء 16 قبل أن يصبح 27 حاليا.
كما لفت إلى أن أنقرة ترأست “سيكا” بين عامي 2010 و2014، وقال إن “تركيا قدمت إسهامات كبيرة”.
وتابع أن “مكافحة الإرهاب بين المواد الأهم على جدول الأعمال، وأظهرت تركيا الدور القيادي بهذا الخصوص”.
وأفاد صاريباي بأن “رؤساء الدول والحكومات سيناقشون القضايا الراهنة والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.. من الصعب للغاية النجاح في مكافحة الإرهاب دون تعاون دولي”.
وأوضح أن الوضع الجيوسياسي في المنطقة متوتر لدرجة كبيرة، مشددا على أن مهمة “سيكا” الأساسية تتمثل في تطوير الثقة بين الدول الأعضاء.
وأشار إلى وجود دول بين الأعضاء لا تربطها علاقات دبلوماسية.
وأردف: “لذلك نهدف إلى تطوير التعاون في مواجهة التحديات السياسية والعسكرية الجديدة، والعلاقات في المجالات الاقتصادية والبيئية والبشرية”.
واستطرد: “كما نريد اتخاذ خطوات جديدة حيال تدابير بناء الثقة وضمان الحوار في آسيا، فأهم ميزة لـ”سيكا” هو قدرته على إقامة حوار واتفاق متعدد الأطراف بين الدول الأعضاء”.
وقال صاريباي إن “سيكا” يحمل صفة مجلس حاليا، لكنه يمتلك جميع الميزات التي تجعله منظمة.
وأعرب عن أمله في اتخاذ خطوات ملموسة كبيرة نحو تشكيل “سيكا” كمنظمة كاملة مستقبلا.
ولفت إلى أن “سيكا” تأسس ليكون مماثل لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وينشط في خمسة محاور هي: الاقتصادي، والبيئي، والبشري، والتحديات والتهديدات، والعسكري- السياسي.
ويضم “سيكا” 27 دولة عضوة هي تركيا وكازاخستان وأذربيجان وأفغانستان والبحرين وبنغلاديش والإمارات وإسرائيل والعراق وإيران والأردن وقطر وكمبوديا وقرغيزيا ومصر ومنغوليا وباكستان والهند وكوريا الجنوبية وفلسطين وسريلانكا والصين وطاجيكستان وتايلاند وروسيا وفيتنام وأوزبكستان.
كما تضم تسع دول كأعضاء مراقبين هي الولايات المتحدة الأمريكية وبلاروسيا وإندونيسيا واليابان وماليزيا والفلبين وأوكرانيا وتركمانستان ولاوس.
وقبيل انطلاق القمة، شددت كازاخستان التدابير الأمنية في العاصمة أستانة، وخاصة المنطقة الواقعة على نهر “يسيل” حيث توجد الفنادق التي يقيم فيها رؤساء الدول، كما تم إغلاق بعض الشوارع في المنطقة يوم القمة