حكومة السوداني وبداياتها الموفقه.
الاستاذ على الحمداني
مدير مركز الاستقصاء الوطني
هناك الكثير من الخصال ألتي اختلف فيها السيد السوداني، عن غيره من الساسة الذين حكموا مابعد التغير، وتلك والحمد تجعله اكثر اقترابا ومقبولية، من نفوس الملايين من أبناء الشعب العراقي، وأكثر حذرا وتحسبا من الوقوع في ذات الأخطاء التي وقع فيها بعض الساسة وهم يتبوؤن المواقع الحكومية المختلفة، والتي كللت مسيرتهم السياسية بالفشل والخيبة والخزي والعار، حيث الأداء الهش وسرقة المال العام وغلبة المصالح الحزبية والشخصية.
ينتمي السوداني لعائلة منضالة ومضحية، فقد اعدم والده من قبل البعث الساقط، بسبب مواقفه الوطنية و معارضته للسياسات الدكتاتورية الحمقاء، مما جعله عرضة للمراقبة والتحقيق والاستجواب المستمر، من قبل الأجهزة الأمنية ورقباء السلطة وجلاوزتها، في المنطقة ألتي يقطنها، أو اثناء مراحل دراسته المتوسطة والثانوية والجامعيه، فكان في موقف لايحسد علية من الناحية النفسية والاجتماعية، فهو بحق من سياسي الداخل، الذين تعرضوا لاضطهاد مرير لايرحم، فأي تقرير أو وشاية أو تهمة مفبركة، قد تدفع به إلى حبل المشنقة اسوة بوالده الشهيد،وقد شهد بأم عينيه واقع العراق المؤلم وتدهور اوضاعه على كل المستويات، وجرائم النظام وانتهاكاته المتكررة لأبناء الشعب، وأنا متأكد إن عذاب الأمهات وانيين الثكالى لم يزل لها وقعها وصداها في اعماق الأخ السوداني ووجدانه الوطني والاخلاقي، عكس ذلك النسيج السياسي الذي توفرة له فرصة اللجوء الى الدول المجاورة أو اوربا ودول الغرب الأخرى، حيث الأمان والحرية والعيش الرغيد.
لهذا فأنا أجزم واقول، بأن الأخ السوداني، لايمكن إن يكون نسخة شوهاء لغيرة، ممن اخفقوا وفشلوا ووقعوا تحت تأثير مصالح كتلهم ورؤساءها، واصبحوا مطايا الفساد والعبث بمصالح البلد العليا،وقد نال شهادات تزكية واستحسان من قبل الكثير من زعماء وأعضاء الكتل المعارضة لكتلته، وقالوا بالحرف الواحد: إننا لم نجد أية شائبة عليه خلال عمله وتنقله في الوزارات المختلفة.
استهل الأخ السوداني خطواته الأولى بمنهاج حكومي واعد وطموح، تعهد فيه بملاحقة حيتان الفساد وحصر السلاح بيد الدولة وإعلاء شأنها وفرض سيطرتها على كل النشاطات والفعاليات، فكان الكشف عن سرقة القرن، بعد أن ضلت مغطاة ومسكوت عنها فيما مضى، وتمكنت حكومته من إلقاء القبض على مرتكبيها، وعودة المبلغ المسروق إلى خزينة الدولة، واعلانه الشجاع بأن حكومته لن تسكت عن أية جريمة فساد مهما كانت الجهة التي تقف خلفها.
كذلك فإن من السياسات المحسوبة للأخ السوداني، والتي ستدعم استقرار العراق واكمال سيادته، وستعزز الثقة بنظامه السياسي،حرصة الشديد على أبعاد العراق عن أي من مواطن الصراع وبؤر التوتر في المنطقة والعالم، بإتباع سياسات مستقله، قائمة على تمتين علاقة العراق مع محيطه العربي والإسلامي، وعقد الاتفاقات المختلفة مع هذه الدول دون استثاء، بما يساهم في الأمن ومقاتلة الارهاب وداعش، وإنجاز المهام الاستراتيجية، بتحديث قطاع التعليم والإسكان والصناعة والزراعة والخدمات، والتحول قدر المستطاع من إقتصاد الريع إلى الإقتصاد المنتج، اسوة بالكثير من دول العالم ألتي كانت وحتى وقت قريب تحسب على دول العالم الثالث.
الدافع لكتابة ذلك المقال، لتذكير الشعب العراقي والحكومة وعلى رأسها الأخ السوداني، بأن ولادة الحكومة لم يكن بالأمر الهين والبسيط، وأنها جاءت بعد مخاض عسير، وصراعات طفت على السطح، كادت أن تلقي العراق في اتون حرب أهلية، لذا فهي العاصم الأخير والفرصة السانحة، والواجب الوطني يقتضي يقظة شعبية عارمة ووعيا استثنائيا،في الوقوف إلى جانب الحكومة في اي نجاح و إنجاز يتحقق وصولا إلى الانتخابات التشريعية المبكرة، والتي ستتمخض عنها طبقة سياسية كفوؤة ومقتدرة، وعلى مستوى عال من الوطنية والشعور العالي بالمسؤولية.