اضاءات حكومة السوداني في شهرين تحديات وانجازات
تقرير : مركز الاستقصاء الوطني لمراقبة وتقييم الاداء الحكومي
في ٢٧ تشرين الاول ٢٠٢٢حصلت حكومة السيد محمد شياع السوداني ثقة مجلس النواب العراقي بعد سنة كاملة من الانسداد السياسي وكادت العملية السياسية ان تنسف خلال هذه السنة
حكومة السوداني سوف يصبح عمرها شهرين في ٢٧ كانون الاول وحقيقة الامر ان الشهرين لايمكن ان يكونا مقياس لعمل حكومة السوداني ولايمكن ان نؤشر نقاط قوة او نقاط ضعف الحكومة ولكن هذا لايعني عدم وجود مؤشرات للقوة او الضعف
لابد قبل تقييم عمل حكومة السوداني ان نشير الى وجود مؤثرات وضغوطات ربما تكون داخلية بل وحتى خارجية واذا كانت هذه الضغوطات بالفعل موجودة فأن هذا الامر سوف يعقد ويعيق عمل حكومة السوداني وفي نفس الوقت ممكن ان يستخدم السيد السوداني هذه الضغوطات لصالحه اذا احسن استخدام حنكته السياسية واذا استطاع ان يثق بنفسه وعمله بشكل كبير
نعم لقد عمل السوداني خلال هذه الفترة القصيرة على كشف بعض ملفات الفساد
وجعل ملف الفساد من اولويات برنامج حكومته واتخذ سلسلة قرارات واستطاع ارجاع ما يقارب ٢٠٠ مليار دينار من اصل مليارين ونصف المليار دولار ضمن ماتعرف بأسم سرقة القرن
واستطاع ان يطيح ببعض رؤوس الفساد
كما ان قراره بأختيار مدير مكتب الوزير من داخل الوزارة حصرا يعد أمرا جيدا وخطوة في الاتجاه الصحيح
كذلك قرار السيد السوداني بتشكيل الهيئة العليا لمكافحة الفساد والتي اتخذت على عاتقها مواجهة ملفات الفساد الكبرى وكذلك استرداد المطلوبين بقضايا فساد ومن ضمنها سرقة وهدر الأموال العامة وكذلك فتح قضايا تشمل ملفات الفساد الاداري اضافة الى الفساد المالي
عملت ايضا حكومة السوداني باتخاذ قرارات تختص وتهتم بشأن حقوق الانسان حيث عملت حكومته على انهاء عمل لجنة ابورغيف وذلك بعد قرار للمحكمة الاتحادية بوقف عمل لجنة وكيل وزارة لشؤون الاستخبارات الفريق أول احمد ابو رغيف هذه اللجنة التي أمر بتشكيلها رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي في اب ٢٠٢٠
وايضا عملت حكومة السوداني على دعم عمل النزاهة كما انه عمل على تحسين مفردات البطاقة التموينية وزيادة كميات بعض المواد الغذائية اضافة الى ذلك قام ببعض الاعمال الخدمية من اكساءبعض الطرق ومحاولته لحل ملف المتجاوزين وكذلك ملف الاراضي الزراعية التي تحولت الى سكنية وكذلك عمله على تحسين الوضع الامني
وحقيقة حاول السوداني خلال عمر حكومته القصير الى هذه اللحظة ان ينفذ برنامجه الخدمي والاصلاحي بكل قوة وعزم رغم وجود بعض التحديات والضغوطات التي اشرنا اليها في مقدمة كلامنا
اما على صعيد العلاقات الخارجية فأن لقائه السفيرة الامريكية رومانسكي ٦ مرات خلال اقل من شهرين وهو رقم كبير قياسا لمن سبقه في هذا المنصب يعد مؤشرا قويا وكبيرا لمقبولية حكومته من قبل الجانب الأمريكي وهذا أمر غاية في الاهمية ان تكسب حكومة السودان ي الجانب الامريكي وليس هذا فحسب بل حتى ممثلة الامم المتحدة في العراق جنين بلاسخارت كان لها لقاءت متكررة مع السيد السوداني وهو ايضا مؤشر لنجاح حكومة السوداني في كسب التأييد الدولي
كذلك انفتاح السيد السوداني على دول الجوار وزيارته عدد من هذه الدول يشير الى قبول وتاييد هذه الدول لحكومته ما ينعكس بكل تأكيد إيجابا على العراق
عقد قمة بغداد٢
عقد قمة بغداد الثانية في دولة الاردن حيث شارك في هذه القمة ١٢ دولة وهي الاردن الدولة المستضيفة وفرنسا الداعية لعقد هذه القمة وتركيا ومصر والكويت والسعودية والامارات وقطر وسلطنة عمان والبحرين وايران وكذلك ممثلين للاتحاد الاوربي والامم المتحدة وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربي
هذه القمة نتج عنها الاتفاق على الوقوف مع العراق في مواجهة الارهاب
واستعادة سلطة الدولة على مؤسساتها
ودعم جهود اعمار المدن التي تضررت خلال حرب السنوات الاربع ضد داعش الارهابي
٢٠١٤- ٢٠١٨
كذلك انفتاح العراق على بعض الدول لتوفير الطاقة وكذلك استثمارات الشركات العربية والأجنبية ودخولها العراق ما يوفر بيئة ومساحة جيدة لانتعاش الاقتصاد العراقي.
كذلك قيام العراق بجهود الوساطة لتقريب وجهات النظر بين عواصم بعض الدول في المنطقة خصوصا مابين الرياض وطهران هذا العمل جعل العراق يلعب دورا كبيرا ومؤثرا في المنطقة وهي خطوة تحسب بكل تأكيد نجاحا لعمل حكومته
كذلك مشاركة العراق في القمة العربية الصينية التي استضافتها السعودية ايضا مؤشرا واضحا على ان حكومة السوداني منفتحه على كل الدول
هذه الخطوات التي تقوم بها حكومة السوداني من شأنها ان تخرج العراق من كونه دولة ريعية الى دولة منتجة وفاعلة مع محيطها سواء محيط الجوار او الإقليمي او العالمي.
هذا باختصار شديد اضاءات حول عمل حكومة السيد محمد شياع السوداني خلال شهرين.